الرئيسية > مقالات > دور التكنولوجيا في تغيير طرق التداول في الأسواق المالية العالمية

دور التكنولوجيا في تغيير طرق التداول في الأسواق المالية العالمية

لقد كان الإنترنت واحد من أكثر التقنيات التي أحدثت ضجة في التاريخ المالي وعالم الاستثمار، فقد قلب الصناعة المالية وأضاف الكثير من المتغيرات في عدة سنوات قليلة، فلم يعد على المستثمرين الذين يرغبون في تداول السلع أو الأسهم أو العملات بحاجة إلى وسيط، حيث مكنت التكنولوجيا من اجراء المعاملات المالية من أي مكان في العالم وأيضًا في أي وقت.

لقد جعل التداول أسهل بكثير ويمكن الوصول إليه، وساعد سوق الفوركس على أن يصبح من أكثر الأسواق المالية سيولة وتداول في العالم، كما نجح في استغلال العديد من الطرق للوصول إلى الأسواق المالية المختلفة والعمل على تحسينها للمستثمرين.

في الماضي، كان على مستثمر التجزئة التوجه إلى المكتبات لقراءة الأدبيات المالية وشركات الأبحاث والأوراق المالية مثل الأسهم والسندات وصناديق الاستثمار المشتركة، أو الاتصال بالشركة مباشرة للحصول على أحدث تقرير مالي والذي قد يكون مكلفًا من حيث رسوم البريد وقد يستغرق بعض الوقت، حيث سيتعين على المستثمر الانتظار حتى تتم طباعة التقرير وارساله بواسطة قسم علاقات المستثمرين بالشركة.

ولكن مع تطور الاتصالات وتواجد الإنترنت أصبح الأمر أكثر سهولة، حيث يمكن للمستثمر العثور على تقرير شركة عبر الانترنت من موقع هيئة الأوراق المالية والبورصات بعد نشره مباشرة من قبل الشركة، يمكن تنزيل المستندات المالية الكبيرة في غضون ثوان معدودة ويمكن البحث عنها عن طريق الكلمات الرئيسية أو الموضوعات أو البيانات المالية المحددة.

مئات من مواقع الويب أيضًا تحتفظ وتجمع المعلومات المالية للمستثمرين وتعمل على تحليلها وشرحها أيضًا وكل ذلك يتم مجانًا، في الماضي كان الوسطاء يتقاضون مبالغ كبيرة ليوفر للمستثمرين التقارير المالية وتحليلها.

ومع نمو الإنترنت وادخال العديد من التحديثات لتسهيل التداول وتحسين مهام السوق، شهدت تجارة الأسهم نموًا ملحوظًا في السنوات القليلة الماضية، كما اتجهت العديد من البورصات في الدول العربية والأجنبية إلى توفير آليات للعمل على جذب شريحة كبيرة من المستثمرين لم تكن متواجدة من قبل.

تأثير الانترنت على التداول

هناك العديد من الأمور التي أثر الإنترنت بها على جميع الأسواق المالية منها:

تسريع الصفقات

لا يتطلب الأمر سوى أقل من ثانية لإجراء تجارة مع تقنية معينة، والتي هي حرفيًا أسرع من طرفة عين.

يعني التداول الأسرع أنه يمكن للمستثمرين اجراء استثمارات على الفور بناءً على توقعاتهم والأحداث التي تداول في العالم، كما أنها غيرت منصة التداول، حيث تتم التداولات من خلال شبكات معقدة من أنظمة الكمبيوتر.

زيادة التقلب

لم يكن تداول جميع الأصول المالية من الأسهم إلى العملات أسهل من أي وقت مضى، وهذا أدى إلى زيادة عدد الأشخاص الذين لديهم رغبة في التداول، حيث وفر الإنترنت الكثير من الوقت والمجهود.

ومع زيادة عدد المستثمرين ارتفعت أحجام التداولات بما أدى إلى زيادة التقلبات في الأسواق، بالنسبة للعديد من المبتدئين قد تكون زيادة تقلب السوق سببًا في خسارة أموالهم لهذا يجب عليهم دراسة السوق جيدًا والالتزام بكافة نصائح التداول، أما بالنسبة لمحترفي التداول قد تكون التقلبات فرصة جيدة لجنى المزيد من الأرباح.

خيارات الهاتف الجوال

إلى جانب الكثير من المنافسة فيما يتعلق بمنصات تداول أجهزة سطح المكتب، قام كل وسيط تقريبًا بتطوير تطبيق للجوال والكمبيوتر اللوحي، وبهذا يستطيع المتداول اجراء الصفقات المالية من أي مكان تقريبًا سواء كان في الحافلة للعمل أو القطار أو في رحلة أو أي مكان.

معلومات كثيرة

وفرت شبكات الإنترنت المصادر المختلفة لأحدث وأفضل الأخبار والتحليلات المالية وغيرها من المعلومات الهامة المتعلقة بطرق الاستثمار وكيفية التداول وغيرها، يمكن أيضًا الحصول على آخر التحديثات للأسواق المالية مباشرة على هواتفهم والإبلاغ عن تداولانهم التالية.

التغييرات المستقبلية

التكنولوجيا مستمرة في التطور، فمع تطوير تطبيقات جديدة وانترنت سريع هناك العديد من الطرق التي يُتوقع احداث المزيد من التغيير في التداول المالي في العقد التالي، من تغييرات الأسواق نفسها إلى الطريقة التي يتم التداول بها وأنواع المتداولين، من المحتمل أن يستمروا في التكيف مع التحديات والفرص التي يقدمها العصر الرقمي.

المزيد عن: