الرئيسية > أهم الأخبار > كيف تقضي الشركات على المبرمجين المبدعين ؟

كيف تقضي الشركات على المبرمجين المبدعين ؟

المبرمجين

البيئة المناسبة لنبوغ المبرمجين المبدعين لا تروق عادة لفريق الإدارة والتسويق والعكس صحيح، البرمجة حاليا هى اللعبة الكبرى، البرمجة تستهلكك، تستهلك الصحة و الروح على السواء، عندما تندمج معها لن يهمك شىء آخر، عندما تغمرك أشعة الشمس فى الصباح من الممكن أن تكتشف أن وزنك اصبح ١٠٠ كيلو جرام، وأن ملابسك الداخلية إن كنت تقوم بتربيتها كانت لتصبح فى الصف الأول الإبتدائى، و بالحكم على عدد صناديق البيتزا الفارغة حولك فمن المؤكد أننا فى فصل الربيع الآن. لكنك غير مهتم لأن التطبيق الذى انتهيت منه يعمل و الكود – الشفرة البرمجية – أصبح أسرع و أذكى و أفضل.

لقد ربحت!
تعرف أن الكثيرين سيتعاملون معك كشخص غريب Nerd، لكن ماذا يهم؟ هم لا يلعبون نفس لعبتك. من المؤكد أنهم لم يمسكوا بتلابيب نظام ويندوز من قبل، أو تشاجروا مع الدوس DOS من قبل، بالنسبة لهم ++C مجرد درجة دراسية إن درسوها، ليست لغة. هم بالكاد موجودين، مثل العسكريين ليسوا مهتمين ابدا برأى المدنيين، أنت تقوم ببناء شىء معقد و جميل، لن يفهموك ابدآ.

تربية النحل!
هذا هو السر المبنى عليه كل شركة برمجيات، يمكنك تربية المبرمجين بنفس الطريقة التى تربى بها النحل، لا يمكنك التواصل معهم مباشرة، لكن يمكنك ان تجعلهم يكَوِّنون سرب مع بعضهم البعض فى مكان واحد، و وهم غير منتبهين تجمع العسل و تركض فى الإتجاه الآخر.

تمنع النحل – المبرمجين – من لسعك بأن تدفع لهم المال، مال أكثر من الذى يقدرون على التصرف فيه، تلك الأموال عادة أقل مما تعتقد، كما ترى كل المبرمجين يسمعوا صوت والدهم فى رأسهم وهو يقول: “متى ستنزل معنا على أرض الواقع و تترك جهاز الكمبيوتر هذا؟” كل ما عليك فعله أن تدفع لهم أموال كافية لكى يجيبون على السؤال -فى عقولهم ايضا: “أبى، فى الواقع أنا حاليا أربح أموال أكثر منك” فى المتوسط ستجد أن الرقم ليس بالكبير.

تجعلهم ( المبرمجين) يبقون فى خلية النحل التى تملكها بأن تضم لهم مبرمجين آخرين، الشخص الوحيد الذى يهم رأيه فعلا هو مبرمج آخر، المبرمجين ذوى الموهبة الأقل سيعتبروهم مثل أعلى، و ذوى نفس المستوى من الموهبة سيكونوا مصدر للتحدى، ولو تريد فعلا لسربك أن يكون أفضل تأكد أن تضم لهم على الأقل مبرمج واحد عبقرى و موهوب، المبرمج الذين يتطلعون له جميعا و يريدون أن يكونوا فى مستواه، حتى لو هو من النوع الذى يتفحص كود – شفرة برمجية – غيره لكى يتنهد فى النهاية بغير رضى، يفكر المبرمج المستجد وقتها ” هذا لاعب ماهر يلعب نفس لعبتى و يفحص الكود الخاص بى، وهذا يكفى”.

إذا قامت شركة بعمل هذا النوع من خلايا النحل، من الممكن للمبرمج ان يستغنى عن النوم و الحب و الصحة و حتى أن يقوم بغسيل ملابسه مقابل أن تنجح الشركة و تجمع الأموال.

الموضوع خرج عن السيطرة!
هنا المشكلة التى تسقط شركة بعد الأخرى، كل شركات البرمجيات الناجحة عندهم القائد الذى يرعى المبرمجين و يفهمهم، لكن لن يمكن لأى شركة أن تبقى على هذا القائد إلى الأبد، إما ان يقدم له عرض أفضل من شركة أخرى، أو يعين الإدارة التى تنحيه عن العمل بشكل أو بآخر، أو يتحول لأن يكون مهووس بالإدارة نفسها، بطريقة أو بأخرى يسيطر على الوضع المسوقين.

لكن … علام يسيطرون؟ بدلا من اكتشافهم أن هذة الشركة تحتوى على خطوط تجميع ناجحة للبرمجيات، يكتشفون أن المنتج خاصتهم يعمل عليه مجموعة من الأشخاص غير المتوقعة تصرفاتهم وغير متعاونين ومتمردين وأسوأ صفة أنهم يقاومون كل محاولة من الإدارة لتحسين الشركة، إلزمهم بالمواعيد، ضعهم فى بذلة، وسترى وجوههم المتجهمة كل صباح، و سيبدأ منتجك بالفشل، و أسوأ شىء أنك ستشعر بهم يسخرون منك مع كل كلمة تخرج من أفواههم.

الطرد!
تكون الصدمة أكبر على المبرمج، فجأة يجد ذلك الكائن الفضائى يحاول السيطرة على حياته، إجتماعات، جداول، تقارير، والآن يطلب منه أحدهم أن يقوم بـ”التخطيط” لكل مهامه البرمجية وأن يلتزم بتنفيذ الخطة بحذافيرها، لا يقوم بالتحسين فيها، لا يضبط شىء جانبى، و لا يعمل ابدأ على مشروعات الفريق الآخر!، و المبرمج الكسول الأصغر منه و الذى كان فى يوم من الأيام يتعلم منه هو الآن مديره المتسلط، وتلك الوظيفة لم يحصل عليها إلا لأنه لعب الجولف مع بذلة من البذلات من الإدارة و لها السلطة.

وهكذا تصبح خلية النحل غير صالحة للعمل، المبرمجين الأفضل يستقيلون، و المسوقين يشعرون بالراحة لأن حولهم الكثير من البذلات و ربطات العنق و كل شىء عندهم تحت السيطرة، سيرتبكون قليلآ مع كل نسخة جديدة من البرامج عندما يفقد حصة من السوق والكود يصبح أسوأ و أسوأ و الأخطاء البرمجية تتكاثر.

وجدتها، نحن نحتاج لتصميم جديد لغلاف المنتج، نعم، هذا هو الحل لمشكلتنا.

المقال هو ترجمة لمقال لـلكاتب “اورسون سكوت كارد“، الفائز بجائزة هيوجو ونيبيولا كاتب رواية Ender’s Game وspeaker for the Dead وLost Boys وthe Alvin maker ومجموعة كبيرة من روايات الخيال العلمى.

المزيد عن:

2 التعليقات

Nadeen Noaman 26 يناير، 2015 - 12:07 ص

لما قرأت المقال من الناس اللي جت في بالي وقتها كان عماد السعيد .. اكتشفت في الآخر إن هو اللي مترجم المقال 🙂

الفكرة في الكلام إنه بينطبق على أي حد Geek مش شرط مبرمج بس .. أنت حتى لو سستم أدمن هتلاقي نفسك مقيد بحاجات كتير وهتلاقي إن الشركات بتقتل إبداعك برضو لأن في الأول والآخر هما تفكيرهم بزنس لكن أحنا في الغالب بنشتغل عشان بنحب المجال وللمتعه

Abdul 28 يناير، 2015 - 2:15 م

رائع ياريت المدير تبعي يفهم بس

التعليقات مغلقة.