الرئيسية > ريادة أعمال > كيف نجحت قفير لابز في حملة التمويل الجماعي؟

كيف نجحت قفير لابز في حملة التمويل الجماعي؟

كيف نجحت قفير لابز في حملة التمويل الجماعي؟

هل سمعت يوماً عن مصطلح “مساحات العمل المشتركة” أو “co-working spaces”؟ إن كنت من محبي التكنولوجيا ومتابع للمشاريع الريادية باستمرار بالتأكيد قد سمعت عنه يوماً أو حتى قمت بزيارة واحداً منه، أما في حال عدم سماعك عنه من قبل، فدعني أمنحك هذا التعريف البسيط به، مساحات العمل المشتركة هي أماكن مجهزة بالأدوات اللازمة لأي بيئة عمل لأصحاب المشاريع الناشئة، أو المبادرات، وحتى الأفراد العاديين، والطلاب الراغبين في توفير بيئة مناسبة للمذاكرة والبحث، في مقابل اشتراك شهري أو سنوي أو حسب قوانين كل مساحة عمل، يتم السماح لك باستخدام المكان والأدوات المتاحه به، ولاقت هذه الفكرة نجاحاً كبيراً في العالم العربي، ربما بسبب زيادة المشاريع الناشئة ورياديين الأعمال من الشباب الراغبين في الحصول على عمل حر بعيداً عن القيود والطرق الروتينية في العمل في الشركات الكبيرة والمكاتب.

ويمكن القول أيضاً إن نجاحها يرجع لدعمها مجتمع كامل من الشباب أصحاب الأفكار المختلفة في العمل والراغبين في التعرف واللقاء ووجود مكان يستطيع جمعهم للإستفادة من خبراتهم وتجاربهم.
ورغبة في إثراء العالم العربي بهذه المشاريع المميزة أقام موقع “ذومال” للتمويل الجماعي مسابقة لدعم مشاريع مساحات العمل المشتركة بالتعاون مع Mideast Creatives وذلك بهدف تطوير مساحات العمل المشترك الموجودة حالياً بالإضافة لمساعدة تلك التي تحاول إنشاء نفسها في العالم العربي، تضمنت المسابقة مشاركة مساحات عمل مشتركة من خمس دول عربية وهي تونس، المغرب، مصر، العراق، والسودان.
من ضمن مساحات العمل التي شاركت من مصر كانت “قفير لابز“، وهي واحدة من أنجح مساحات العمل المشتركة في مصر، والأول من نوعه في مدينة السادس من أكتوبر والتي تعتبر واحدة من أهم المناطق الصناعية حاليا في في مصر، حققت حملة “قفير لابز” نجاحاً كبيراً وكان لي هذا الحوار مع “محمد أسامة” أحد المؤسسين في “قفير” للتعرف على قصة نجاح الحملة وكيف كان التخطيط لها.

محمد، بدايةً مشروع مساحات العمل المشتركة فكرة جديدة على عالمنا العربي و لكنها لاقت رواجاً كبيراً في الفترة الأخيرة، كيف جاء التخطيط لبدء مثل هذا المشروع ؟

البداية كانت مع عام 2013، عندما سعينا لإنشاء مكان يجمع العاملين الذين لديهم إهتمامات خاصة كمجموعات المطورين أو المصممين ليستطيعوا الإبداع والإنجاز في بيئة مناسبة.

ظللنا فترة نبحث عن المكان المناسب لفكرتنا و في شهر مايو 2013 تم افتتاح مقر قفير باعتباره مساحة عمل مشترك للطلبة والعاملين بنظام العمل الحر أو المستقل.

ما الذي يميز قفير عن مساحات العمل المشتركة الأخرى في مصر؟

ما يميزنا هو عدم كوننا مساحة عمل مشتركة فقط، فنحن نقدم الدعم اللازم للمشاريع الناشئة من استشارات ودورات تدريبية، لاحظنا وجود بعض المشاكل التي تعيق تطور ونمو هذه المشاريع نتيجة لنقص الخبرات و المعلومات و المهارات، وفي بداية عملنا كنا نقدم الاستشارات لستة مشروعات ناشئة ونتابع تطورها، بجانب التدريبات التي نقدمها لهم، وقمنا بعد ذلك بإنشاء فرع تدريبي تابع لقفير لابز تحت اسم Skills Lab يهتم بتنمية المهارات التقنية والريادية من خلال دورات مكثفة.

هذا بالإضافة للموقع الذي تحتله مساحة العمل قفير في مدينة السادس من أكتوبر و التي تضم عدداً كبيراً من الجامعات والمصانع والقرية الذكية، هذه الأماكن التي تحتوي بدورها على عدد كبير من الشباب من مختلف الجنسيات، ورؤيتنا بإن كل هذه العوامل يمكنها تحقيق مجتمع مشابه لمجتمع وادي السيلكون في أمريكا.

كيف كانت تجربة التحضير والعمل في السنة الأولى لقفير لابز و ما حجم المشاكل المادية التي تعرضتم لها في تمويل المشروع؟ و هل كان في خطتكم اللجوء لحملات التمويل الجماعي في حال وقوع أي مشاكل مادية مستقبلية ؟

في السنة الأولى كنا نقوم بتقديم خدماتنا مجاناً، لم نحقق أي كسب من المشروع، وطوال هذه السنة كنا نقوم بتسديد المصاريف المتعلقة به من أموالنا الخاصة، وبعد بناء مجتمع من الشباب والأعضاء الدائمين قررنا البدء في تنفيد خطتنا لعمل عضويات أسبوعية وشهرية في مقابل مبالغ محددة ومتناسبة مع الفئات المستهدفة، لم يكن في خطتنا اللجوء لأي حملات تمويل جماعي، فطبقا لخطة العمل كنا سنستطيع تحقيق هدف الربح الذي نسعه إليه.

تابعت مشوار حملتكم في مسابقة ذومال لتمويل مشروعات مساحات العمل المشترك في الوطن العربي، كيف جاء قرار المشاركة في هذه المسابقة؟

كنا نخطط لإقامة ورشة مفتوحة تساعد أصحاب المشاريع على تنفيذ نماذج أولية لمنتجاتهم أو “makerspace” في خلال 5 سنوات من بدء المشروع وجاء قرار المشاركة مصادفة عندما علمنا بمسابقة ذومال لمساحات العمل في العالم العربي، لم تكن هناك مخاطرة في المشاركة، في النهاية كنا سنحقق هدفنا بعد فترة أطول والمسابقة كانت فرصة لتقديم وقت هذا الهدف.

ما الأسلوب الذي خططتم من خلاله لحملة التمويل الجماعي؟ وكم كانت مدة العمل على هذه الخطة؟

بداية يجب علي القول إننا لم نكن نستطيع إنجاح هذه الحملة بدون دعم مجتمع قفير لابز الذي فاجئنا بحماسه ومساعدته لنشر الحملة وتمويلها، لذلك في إعتقادي إنه قبل أي بدء حملة تمويل جماعي لمشاريع مثل قفير لابز يجب توفر قاعدة دعم من أشخاص يؤمنون بالفكرة وقادرين على إنجاحها.

بدأنا التخطيط للحملة قبلها بفترة طويلة، وخاصة في مرحلة تجهيز للفيديو الدعائي لها، فلابد أن تتوفر فيه صفات الوضوح والشرح التفصيلي لفكرة الحملة بالإضافة لجودته وطريقة إخراجه الإحترافية، لذلك لجأنا لمجموعة من الأصدقاء العاملين في مجال الإنتاج الإعلامي ليقوموا بمساعدتنا في تنفيذه وإخراجه بأفضل صورة ممكنة.

بعد ذلك كان يجب علينا التفكير في المبلغ الذي سيتم وضعه كهدف للحملة، فقمنا بعمل بحث عن تكلفة إقامة مثل هذا المشروع، وبعدها قررنا وضع نظام المكافأت التي سيتم منحها في مقابل الدعم المادي المختلف.

كنا بحاجة لمبلغ 18 ألف دولار، ولكن فكرنا إن تم وضع مثل هذا المبلغ كهدف ولم يتم الوصول إليه بشكل كامل لن نحصل على أي جزء منه كما تستدعي شروط المسابقة، لذلك قمنا برصد مبلغ 3000 دولار كهدف للحملة وقبل إطلاقها بنصف ساعة قررنا مضاعفته ليصبح 6000 دولار، وهو المبلغ الكافي لشراء قطاعة ليزر وطابعة ثلاثية الأبعاد لبدء المشروع وباقي الأجهزة قمنا بوضعها كتوضيح لهدفنا الأكبر ولكن ليس كجزء أساسي من الحملة، وكانت المفاجأة هي وصولنا للهدف في خلال 48 ساعة فقط، وبعدها استمر الدعم حتى وصلنا لمبلغ 16,730 دولار وهو ما يكفي لشراء 5 أجهزة لبدء مشروع الورشة.

6b5f4699e1d577886db52e0d85620e33-300x300

ربما الكثير سوف يتسائل عن أهمية الأجهزة التي تم بناء حملة التمويل على أساسها، كيف تم اختيار هذه الأجهزة ؟ هل بناءاً على خطة العمل و التوسع الخاصة بكم، أم تم الرجوع للمشاركين و الأعضاء الدائمين لديكم في مساحة العمل للاستفسار عن متطلباتهم الخاصة لتنفيذ مشاريعهم؟

تم اختيار الأجهزة بناءا على الخبرات المتعلقة بإنشاء ورشة عمل مفتوحة، فهذه الأجهزة يجب توفرها لبدء أي مشروع بهذه المواصفات، ساعدنا على اختيار الأساسي منها أصدقائنا في مشروعات مساحات عمل مشترك أخرى في مصر لديهم خبرات سابقة وهما ice cairo و FabLab.

بعيداً عن الإستفادة العامة التي ستتحقق عند نجاح الحملة؟ ربما يبدر إلى ذهني أو إلى ذهن أي شخص يعرض عليه المشاركة في التمويل سؤال عن مدى الإستفادة الشخصية التي ستتحقق لي، لذلك يجب طرح سؤال ما هي العوائد المقدمة للممولين للحملة؟ وكيف يتم تحديدها؟

أعتقد أنه هناك مفهوم خاطيء لدى البعض بأن دعم حملات التمويل الجماعي مادياً هو كعملية التبرع للمشاريع الخيرية والتنموية، الأمر يشبه تسريع حركة إنتاج مشروع أو الدفع المقدم في مقابل خدمة سأحصل عليها لاحقاً، ولذلك توجد مكافأت أو جوائز في مقابل كل تمويل نحصل عليه تم تحديدها بناءاً على قيمة التمويل المدفوع، فكلما زادت قيمة التمويل أصبح أمام الممول خدمات أكثر يمكنه الحصول عليها من قفير.

ما النصائح التي تحبون توجهيها لأصحاب المشروعات الناشئة في الإعداد لحملات التمويل الجماعي؟

إذا كانت الحملة لبدء مشروع لا وجود له على أرض الواقع لابد أن يحمل فكرة قوية تشجع الأفراد على دعمها والإيمان بها.
أما في حال عدم التأكد من مدى قوة الفكرة وقدرتها على الإنتشار فأنصح بالتراجع عن قرار التمويل الجماعي والتفكير في مستثمر يدعم المشروع.

إذا كان المشروع قائم بالفعل و لديه قاعدة من المؤيدين والداعمين أنصح بتوجيه المجهود للدعاية لنشر الحملة والإتفاق مع وسائل الإعلام على الحديث عنها، ويمكن اللجوء أيضاً لمشاهير وسائل التواصل الإجتماعي لنشر الحملة بين متابعيهم.

هل فكرت من قبل في الاستفادة من حملات التمويل الجماعي لدعم أحد مشاريعك؟ شاركنا تجربتك ورؤيتك حول هذه الفكرة؟

المزيد عن:

2 التعليقات

Ahmed Faris 24 يونيو، 2015 - 11:00 ص

قفير من اول الناس اللي ساعدونا في انشاء مساحتنا المشتركة في الشرقية (المجرة)
وفعلاً من المساحات المميزة اللي بتبني مجتمع فعلاً

Ahmed Salem 20 أغسطس، 2015 - 1:07 م

انا موافق جدا على ان “المساحات المميزة اللي بتبني مجتمع فعلاً”

التعليقات مغلقة.