نبدأ اليوم فى سلسلة مقالات بعنوان “بروفايل” وهي المقالات التي سنرصد فيها شخصية أثرت في مجال التكنولوجيا بالتعرف على مؤسس علم الحاسوب الحديث, الإنجليزي آلان تورنج الذي ولد فى العام 1912 لأبوين عاشا فى الهند، وتربى هو وأخوته مع اقاربه حتى تقاعد والده من العمل.
درس الآن تورنج الرياضيات فى جامعة كامبريدج، ودرٌس هناك لاحقاً حيث وضع مفهومه الذى ينص على إنه لا يمكن حل أو حساب جميع المشاكل الرياضية بالطريقة التلقائية، ويعتبر هذا المفهوم هو الأساس لمفهوم الحاسبات الحديثة وهو ما يعرف باسم ” آلة تورنج “، و هي عبارة عن نموذج نظري بسيط يحاكي طريقة عمل الحاسوب هذا النموذج يعطي تعريف رياضي دقيق للمصطلح Algorithm (خوارزمية : مجموعة من الخطوات الرياضية والمنطقية والمتسلسلة اللازمة لحل مشكلة ما), حيث أنه قادر على تنفيذ أي خوارزمية.
فى العالم 1963 ذهب تورنج لجامعة برينستون في أميركا، وعاد بعد عامين لإنجلترا حيث عمل في (Government Code and Cypher School)، أو ما يعرف الآن بأسم (Government Communications Headquarters) مقر الإتصالات الحكومية، و لعب دوراً هامات فى فك شفرات رسائل الألمان، ووفر معلومات حيوية، ومخابراتية للحلفاء، وتولى بعد ذلك قيادة الفريق الذي صمم آلة تعرف بأسم (bombe) والتي ساهمت أيضا فى فك شفرات الرسائل الألمانية بنجاح ليصبح بعدها شخصية مشهورة في منطقة عمله في بلتشلي.
بعد الحرب عمل تورنج على تطوير أفكاره لبناء آلة لحل المشاكل الرياضية بشكل منطقي، وفى البداية كان يعمل فى المختبر الوطني للفيزياء منذ عام 1945 وحتى عام 1948، ولكن خططه كانت محط رفض من زملاءه والمختبر، وبذلك خسروا فرصتهم في تصميم أول كمبيوتر رقمي.
فى عام 1949 ذهب إلى جامعة مانشستر حيث أشرف على معمل الحاسبات، وساعد فى وضع أساسيات مجال الذكاء الإصطناعي، وفي العام 1951 أنتخب زميلا فى الجمعية الملكية.
أنتهت حياة تورنج بفضيحة أو بمأساة حيث تم إتهامه فى عام 1952 بالشذوذ الجنسي وكانت تهمة مخالفة للقانون وقتها وحكم عليه بالحقن بهرمون الأسترروجين لمدة عام، وتم فصله من عمله في مقر الإتصالات الحكومية وسحب التصريح الأمني منه بالإضافة لفصله من جامعة مانشستر التي كان يدرس بها، وقضى حياته بعد ذلك في عزلة حتى أنتحر في يوم السابع من يونيو في عام 1954 أكله جزء من تفاحة مسمومة، ويقال أن شعار شركة آبل يعود لتخليد ذكري مؤسس علم الحاسوب الحديث، والتى أنتهت حياته بمأساه لا تتماشى مع حياته الحافلة بالمساهمات العلمية العظيمة.
1 التعليق
مقالة جميلة
شكرا اختي آية
التعليقات مغلقة.