استطاع باحثين في أمن المعلومات اختراق سيارة جيب شيروكي أثناء سيرها على الطريق السريع والتحكم في المحرك والمكابح وإيقاف السيارة عن بعد، وهو الأمر الذي أثار جدلا كبير حول سلامة السيارات المتصلة بالإنترنت في ظل النمو المتزايد لهذه السيارات في الأسواق.
قام كل من تشارلي ميلر الهاكر أو الباحث الأمني السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية والذي يعمل الآن في شركة تويتر وكريس فالاسيك الباحث الأمني في شركة IOActive باستخدام ميزة في نظام التحكم الخاص بسيارات شركة فيات كريسلر Fiat Chrysler لاختراق سيارة جيب شيروكي يقودها مراسل موقع أخبار التكنولوجيا Wired وذلك في تجربة عملية لإمكانية اختراق أنظمة السيارات عن بعد والتحكم بها، وخلال التجربة استغلا الباحثين نظام الترفيه الخاص بالسيارة ثم أعادا كتابة بعض الأكواد البرمجية التي مكنتهم من التحكم في نظام توجيه السيارة ومحركها والمكابح الخاصة بها، وكانا الباحثين قد كشفا قبل فترة عن نجاحهما في اختراق سيارة عن بعد والتحكم بها لكنهما لم يذكرا وقتها عن اسم السيارة والشركة المُصنعة لها.
مئات الآلاف من السيارات على الطريق الآن عرضة للخطر
وقالا الباحثين الذي نجحا في اختراق سيارة جيب شيروكي لموقع رويترز أنهما عملا مع شركة فيات كريسلر المُصنعة للسيارة منذ أكتوبر من العام لتوضيح الثغرة التي استغلاها لاختراق السيارة والعمل على إصلاحها، وقالت فيات كريسلر لموقع رويترز أنها أصدرت تحديثا لهذه الثغرة متوفرا الآن من خلال موقعها وموقع الوكلاء، وأضافت الشركة أنه على غرار الهواتف الذكية والحواسب اللوحية فإن البرمجيات الخاصة بالسيارات تتطلب تحديثات لتحسين الحماية الأمنية للحد من المخاطر المحتملة مثل الوصول غير المصرح به لأنظمة السيارة، ويخطط كل من ميلر وفالايسك لنشر ورقة بحثية الشهر المقبل خلال مؤتمر أمن المعلومات DEF CON يكشفان فيها عن كيفية اختراقهما السيارة وستتضمن الكود البرمجي الذي مكنهم من ذلك وليس لن يعمل على السيارات التي تم تحديث نظامها لإصلاح الثغرة، وقال ميلر أنه حتى عند نشر الكود فإن الأمر يتطلب مجهواد ووقتا كبيرا كي يستطيع الهاكر اختراق السيارة.
أي شيء متصل بالإنترنت عرضة للاختراق
وقال ميلر أن مئات الآلاف من السيارات على الطريق الآن عرضة للخطر وأن على مُصنعي السيارات الذين يتسابقون الآن لإضافة ميزات جديدة لتوصيل سياراتهم بالإنترنت أن يقوموا بتحسين أمان هذه السيارات وتوفير نظام لتحديث أنظمة البرمجيات في هذه السيارات تلقائيا عند اكتشاف أي ثغرات، وأن عليهم أيضا فصل نظام الترفيه في السيارة عن نظام التحكم، وقال فالاسيك أنه يعتقد أن أي شيء متصل بالإنترنت عرضة للاختراق.
وأعرب عدد من أعضاء الكونجرس وأعضاء مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقهم وتقدم عضوين بمشروع قانون لوضع معايير خاصة بأمن السيارات المتصلة بالإنترنت، المشكلة أن اختراق الحواسب اللوحية أو الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر من شأنه أن يؤثر على خصوصية المستخدمين وهو ما يؤثر بالطبع على حياتهم لكن اختراق السيارات أثناء السير على الطريق يهدد حياة الأشخاص الذين يستقلونها مباشرة.
