الرئيسية > مقالات > كيف يقضي المراهقون أوقاتهم أمام الشاشات؟ (دراسة)

كيف يقضي المراهقون أوقاتهم أمام الشاشات؟ (دراسة)

كيف يقضي المراهقون أوقاتهم أمام الشاشات؟ (دراسة)

يقضي المراهقون الأمريكيون قرابة ٧ ساعات يومياً أمام الشاشة، متنقلين بين التلفاز، ومقاطع الفيديو على الشبكة، الموسيقى، الألعاب، ومواقع التواصل الاجتماعي وفقا لدراسة جديدة تم نشرها الأسبوع الماضي، وأكدت دراسات أخرى أن متوسط الوقت يصل إلى تسع ساعات وينخفض حتى ستة، وفي كلا الحالتين عدد الساعات كبير جداً بالمقارنة بما يقضيه الأطفال والمراهقون مع الآخرين، معلميهم، زملائهم، أو حتى والديهم، يستهلك المراهق ٤ ساعات ونصف يومياً منها في استهلاك المحتوى بكافة أنواع طبقاً لتقرير منظمة بسان فرانسيسكو.

التكنولوجيا تغير شكل الطفولة والحياة

التقرير الذي درس الأطفال من سن الثامنة وحتى ال١٨ تحت اسم “استخدام المحتوى بواسطة المراهقين” لم يوضح إذا ما كان انعكاس هذا الأمر بالسلب أو الإيجاب على المستخدمين، لكن مدير إحدى منظمات التكنولوجيا للشباب ويدعى ستاير قال بأن الدراسة توضح مدى وكمية التكنولوجيا التي تواجه المراهقين، مما يستدعي تدخل الوالدين، المدرسين بل وحتى السياسيين ومديري شركات السيليكون فالي.

“التكنولوجيا تغير شكل الطفولة، المراهقة وتطور البشر” يقول ستاير، معلقاً على زيادة حجم الوقت المنفق على الجلوس أمام الشاشات.”هذا بالتأكيد سيغير شكل تعاملهم مع العالم فيما بعد وارتباطهم بمحيطهم وبالاصدقاء، وغيرها من المشاكل التي ستظهر فيما بعد”، يكمل ستاير حديثه.

التلفاز ما زال حاضراً برغم التكنولوجيا ومصادر المحتوى الأخرى

استخدام الهواتف الذكية جاء متقدماً على بقية الشاشات بنسبة ٤٦٪، برغم الحديث عن قلة اعتماد المراهقين على التلفاز إلا ان التلفاز ما زال يشكل جزءاً مفضلاً لدى المراهقين لقضاء الوقت بنسبة تجاوزت ٦٠ بالمئة من الشباب الذين يشاهدونه يومياً، هذا لا يعني أن التلفاز المقصود هنا هو الشاشة العادية، استخدم ٥٠٪ الشاشة العادية لمشاهدته بينما استخدم النصف الاخر الأجهزة اللوحية ويوتيوب وأجهزة الديفيدي وخلافه.

الفرق بين الأولاد والإناث جاء في الوقت المخصص للألعاب، الأولاد تفضل وقت اللعب فوق أي شيء آخر بنسبة ٢٧٪ بينما كانت النسبة المواجهة لذلك في الفتيات ضئيلة لـ ٢٪، الشبكات الإجتماعية حازت على ٣ ساعات على الأقل يومياً في وسط من لا يفضلون الألعاب، و ٥٣ دقيقة تقريباً في فئة محبي الألعاب، بينما تفضل الفتيات الشبكات الإجتماعية بنسبة ١٤٪ مقابل ٥ بالمئة فقط للأولاد كنشاطهم المفضل.

الدراسة دحضت أقوال شركات الألعاب التي تقول ان الإناث دائماً هم من كانوا يلعبون، وأكدت العكس تماماً، خصوصاً في المنصات المخصصة للعب مثل بلايستيشن وغيرها من الأجهزة.

بالنسبة للموسيقى فالجنسين يحبونها بنسب متقاربة، ترتفع النسبة ل ٣٧٪ للإناث و ٢٢٪ للأولاد.

الإنسان لا يستطيع القيام بأكثر من مهمة في وقت واحد بشكل جيد لجميع المهام مما يؤثر على التحصيل الدراسي للطلاب

يقضي معظم هؤلاء المراهقون وقتهم في المذاكرة وأداء الواجبات المدرسية بجوار الشاشة أيضاً سواء بالسماع للموسيقى او مراسلة الأصدقاء ، مما يؤثر بالسلب على تحصيلهم الدراسي وذلك لعدم قدرة الإنسان في الطبيعة على أداء وظيفتين في وقت واحد بجودة عالية. ستاير حذر الوالدين من هذا الأمر وقال ان على الوالدين التدخل ومنع الأولاد من فعل ذلك.

الدراسة هي الأولى من نوعها بهذه الدقة تحمل نسبة خطأ ١.٩ بالمئة بالسلب أو الإيجاب، لكن دراسات أخرى قبل ذلك كانت أكدت بالفعل تزايد الوقت المستهلك من قبل المراهقين أمام الشاشات، التقرير قال ان ٥٣٪ من الأطفال الان يملك جهازه اللوحي بينما يمتلك ٢٤٪ جهازهم المحمول.

جيل السوشيال ميديا لا يحبها، ٣٦٪ فقط ممن شملهم الإستطلاع يحبونها بينما يعتبرها المعظم فرضاً عليهم

التقرير لاحظ أيضاً زيادة استخدام شبكات التواصل الإجتماعي وخياراتها، لكن مدير التقرير قال انه تفاجأ بكون كثير من المراهقين قالوا بأنهم لا يستمتعون بالشبكات الإجتماعية، معلقاً اننا نعتبر هذا الجيل جيل السوشيال ميديا بينما ٣٦٪ فقط هم من يحبونها.

المراهقون ينظرون لوسائل التواصل بأنها ضرورة للتواصل مع محيطهم وزملائهم، لكنها لا توفر مهرباً نفسياً مثل الذي يوفره مثلاً برامج التلفاز.

هذه ليست قضية البيض والسود، هذه قضية خطيرة يجب أن يناقشها المجتمع، وأن نعرف الجيد من السيء فيها بحيث يمكن تدارك السيء والتشجيع على الجيد فيها، الانترنت والميديا ستبقى، لذلك علينا أن نواجهها، يقول ستاير.

 

مالحل ومالخطوات التي سنتخذها بخصوص هذه المشكلة؟

السؤال الأهم إذا كانت أمريكا بمدارسها وتعليمها وبيئتها الجيدة لحد ما للأطفال مقارنة ببيئاتنا العربية التي لا تعرف رفاهية الأطفال ولا تمنحهم الحب الكافي أو الرعاية والدعم المادي والتعليم او العناية على هذه الحال، فكم يقضي أطفالنا نحن أمام الشاشات، وماذا سنفعل بخصوص ذلك؟ هذه الأسئلة وأكثر تنتظر الإجابة، والتحرك سريعاً، أو عدم تحريك ساكن كما هو معتاد.

 

سئل ألبرت أينشتين مرة كيف يمكن لنا أن نجعل أبناءنا أذكياء؟ فرد ردا حكيما وبسيطا. قال: «إذا أردتم أن يكون أبناؤكم أذكياء، فاقرؤوا لهم حواديت. وإذا أردتم أن تجعلوهم أكثر ذكاء، فاقرؤوا لهم المزيد من الحواديت».

المزيد عن: