الرئيسية > شركات > شراكة شائكة بين 4 عمالقة لمنع انتشار المحتوى الإرهابي

شراكة شائكة بين 4 عمالقة لمنع انتشار المحتوى الإرهابي

شراكة شائكة بين 4 عمالقة لمنع انتشار المحتوى الإرهابي

أعلنت شركات “فيس بوك” و”تويتر” و”يوتيوب” و”مايكروسوفت” في وقت سابق من هذا الشهر عن بيان شراكة لإنشاء قاعدة بيانات مركزية تراقب المحتوى الذي يروج للإرهاب والعنف، بحيث يتم حذف المحتوى الموسوم بالترويج أو الدعوة للعنف أو للإرهاب في مواقع أي شركة منهم في حال مخالفة ذلك المحتوى لشروط الموقع وفقا للبيان.

وتعتمد الشركات الأربعة في مراقبة المحتوى على التكنولوجيا العبقرية التي طورتها مايكروسوفت لكشف محتوى الأطفال الإباحي، وذلك بتسجيل بصمة لأي مادة مصورة على الإنترنت PhotoDNA ثم وسم المواد المصورة ببصمة خاصة بها وباستخدام آلية مطورة لا يمكن الالتفاف حولها بأي طريقة سواءً كانت تعديل حجم أو شكل تلك المواد، وبذلك يمكن تعقب المواد التي تم تسجيل بصمتها على أي موقع وبالاعتماد على قاعدة بيانات المركز الدولي للبحث عن الأطفال المفقودين والمُستغلّين NCNEC، وتحتوي قواعد البيانات على بصمات Hash لتلك المواد المصورة وليس المواد المصورة ذاتها.

من سيقوم بتحديد إذا ما كان المحتوى يروج للعنف أو الإرهاب؟

رغم وعود الاتفاقية بحماية بيانات المستخدمين لكن بالطبع هناك تخوفات مشروعة بخصوص إمكانية استخدام نفس الآليات للمراقبة والتجسس على خصوصيات المستخدمين، وهناك عواقب متوقعة لهذه الاتفاقية وأهمها نقطتين:

-أولًا: أن المحتوى الإباحي للأطفال لا خلاف عليه حيث أنه له تعريف موحد ومباشر لدى كل الجهات، بعكس مصطلح الإرهاب، فما قد تعتبره بعض الدول أو المؤسسات إرهاب، قد تعتبره غيرها مقاومة أو نزاع أو غيرها من مسميات، علاوة على الاستغلال السياسي المستمر لذلك لمصطلح المطاطي، خاصةً بعد أحداث سبتمبر 2011. ناهيك عن إمكانية منع نشر مواد للصحافة أو للبحث في نفس السياق.

ثانياً: لا يوجد أي ضمان لعدم استغلال وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA وغيرها من أجهزة أمنية لقاعدة البيانات والتكنولوجيا المذكورة للتجسس على كل المواقع وأي محتوى على الإنترنت ومواقع التواصل.

وبفرض أن قامت الشركات بحماية خصوصية بيانات المستخدمين، فوكالة NSA وجهاز الاتصالات الحكومي البريطاني GCHQ لديهم من الإمكانيات ما يتيح لهم اختراق تلك الحماية وهو ما يضع أي شركة لتكنولوجيا المعلومات في تخوف شديد من أي شراكة محتملة مع الحكومة الأمريكية فيما يعرف بتأثير “سنودن” The Snowden Effect، نسبةً إلى الموظف التقني السابق بوكالة الأمني القومي الأمريكية، “إدوارد سنودن” وتسريباته المشهورة والتي تعتبر أكبر تسريبات في القرن الجديد، والتي أثبتت أن عدداً من الأجهزة الأمنية على رأسها وكالته السابق، تقوم بالتجسس على كل العالم تقريبًا – مواطنين ومسئولين – بتكنولوجيا وآليات خارقة.

تعتبر التكنولوجيا الحديثة سلاح ذو حدين، وفي العديد من الأحيان يكون التطبيق النظري هادف للمثالية ولكن أرض الواقع تختلف كثيرًا، لذلك ينبغي على كل المهتمين والمسئولين النقاش أكثر حول استخدام الآليات الشبيهة لوضع تعريف مباشر لأي مصطلح ووضع الضمانات الكافية لحماية خصوصية بيانات المستخدمين.

المزيد عن: