انتشرت في وقت سابق من هذا العام مقاطع فيديو زائفة تهدد خصوصية المشاهير والمستخدمين عبر الإنترنت، وهي مقاطع الفيديو الذي أُطلق عليها Deepfakes والتي تزيفها جهات مجهولة، وهو ما يؤدي إلى انتهاك الخصوصية ويؤثر على مصداقية الأخبار.
ما هي تقنية Deepfakes التزييف العميق؟
تشير الـ Deepfakes إلى مقاطع الفيديو التي تُستبدل فيها وجوه المشاهير بالوجوه في مقاطع الفيديو الإباحية، أو مقاطع الفيديو التي تزيف أحاديث الساسة حول العالم مثل روؤساء الدول وغيرهم.
وتكمن خطورة تقنية التزييف العميق أو Deepfakes في أنها مقاطع فيديو أو تسجيلات صوتية مزيفة تبدو وكأنها حقيقية تماما، وفيما كان ذلك منتشرا قبل سنوات طويلة من قبل الجهات الأمنية المحترفة وشركات الإنتاج السينمائي، إلا أن المشكلة في سهولة وصول الأشخاض الآن من خلال الإنترنت إلى برنامج للتزييف العميق يتيح إنتاج مقاطع فيديو مزيفة Deepfakes بسهولة.
خطورة فيديوهات التزييف العميق Deepfakes
ورغم أن معظم مقاطع الفيديو التي تعتمد على تقنية التزييف العميق Deepfakes الآن تقتصر على وضع وجوه المشاهير على أجساد الممثلين الإباحيين، أو إنتاج مقاطع فيديو مضحكة للسياسيين، لكن رغم ذلك، فإن سهولة إنتاج هذه المقاطع المزيفة الآن ينبأ بتهديدها الكبير لخصوصية وحياة المستخدمين، بالإضافة إلى التأثير على مصداقية الأخبار ووسائل الإعلام والإضرار بالعلاقات السياسية، يمكن على سبيل المثال بسهولة، تزييف مقطع فيديو عن تحذير بهجوم إرهابي وشيك، أو تدمير زواج أحد الأشخاص من خلال مقطع جنسي مزيف، أو التأثير على حظوظ أحد المرشحين ثبل انتخابات هامة.
وتتوفر بالفعل الآن مقاطع فيديو مزيفة يظهر فيها وجه الرئيس الأمريكي ترامب، وعلى الرغم من أن معظم هذه المقاطع ساخرة، إلا أن هذه المقاطع المزيفة تشير إلى تخيل التأثير الضار ما إذا أراد البعض استغلال تقنية التزييف العميق Deepfakes لأغراض ضارة.
ما هي كيفية إنتاج مقاطع فيديو مزيفة Deepfakes ؟
طور أحد المبرمجين إداة أو برنامج للتزييف العميق نشره عبر أحد المجتمعات على موقع Reddit الاجتماعي، وهو البرنامج الذي حقق عدد تحميلات زادت عن 100 الف مرة، ورغم أن تغيير الوجوه في مقاطع الفيديو وتزييفها يحدث منذ سنوات طويلة، إلا أن التعديلات كانت تتطلب مهارات كبيرة وأدوات احترافية، كما أن النتيجة لم تكن مرضية.
لا يفوتك أيضا:
ومع اعتماد تقنية التزييف العميق Deepfakes على تقنيات الذكاء الصناعي وتعلم الآلة، أصبح تزييف مقاطع الفيديو والصوت باحترافية عملية سهلة لا تحتاج سوى إلى 3 خطوات، حيث لن تتطلب سوى صورة لشخص ما ومقطع فيديو إباحي على سبيل المثال ثم الانتظار فقط، ربما أصعب ما في الأمر هو الانتظار حتى ينتهي البرنامج من استبدال الوجوه أو الصوت.
إن أكثر الأعمال شهرة هي شهرة المشاهير ، لكن العملية تعمل على أي شخص طالما يمكنك الحصول على صور واضحة كافية للشخص – وليس مهمة صعبة للغاية عندما يقوم الناس بنشر صور سيلفي كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم أن معظم مقاطع الفيديو المزيفة بتقنية التزييف العميق Deepfakes المنتشرة الآن تستهدف المشاهير، إلا أنه يمكن استغلالها ضد أي شخص في حال كانت هناك صور واضحة له، وهو الأمر السهل في ظل نشر معظم مستخدمي الإنترنت العديد من صور السيلفي عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة.
مواجهة فيديوهات التزييف العميق Deepfakes
ومع انتشار مقاطع الفيديو المزيفة Deepfakes ونظرا لخطورتها الكبيرة سواء على الخصوصية أو المصداقية، أغلقت Reddit المجتمع الخاص ببرنامج التزييف أو البرنامج الذي يُنتج هذه المقاطع المزيفة، كما أزال موقع Gfycat لاستضافة الصور المتحركة كل المشاركات المُصنفة على أنها مزيفة بالتقنية الجديدة.
وطلب ثلاثة أغضاء في الكونجرس الأمريكي في وقت سابق من شهر سبتمبر الماضي 2018، أن تبحث الجهات الأمنية في الولايات المتحدة عن الآثار السلبية المترتبة على الأمن القومي، نتيجة مقاطع الفيديو المزيفة المعروفة باسم “deepfakes”.
وقال خبراء في تقنيات الذكاء الصناعي لموقع Axios أن البعض يعكف الآن على تطوير أنظمة لمواجهة مقاطع الفيديو المزيفة أو الـ Deepfakes، لكنهم أكدوا أن تطوير نظام لاكتشاف هذه المقاطع والتعرف على كونها مزيفة ربما يتطلب سنوات.
دار الإفتاء المصرية تحرم استخدام تقنية التزييف العميق Deepfake
وأصدرت دار الإفتاء المصرية في يناير 2022 فتوى تحرم استغلال تقنية التزييف العميق DeepFake في الإساءة للآخرين، وذلك بعد إنهاء طالبة مصرية يبلغ عمرها 16 عاما حياتها نتيجة ابتزاز مجرمين لها بعد تزييف صور شخصية لها هددت خصوصيتها وحياتها الشخصية.
وقالت دار الإفتاء: “لا يجوز شرعًا استخدام تقنية (DeepFake: التزييف العميق) لتَلْفِيق مقاطع مَرْئية أو مسموعة للأشخاص باستخدام الذكاء الاصطناعى لإظهارهم يفعلون أو يقولون شيئًا لم يفعلوه ولم يقولوه في الحقيقة؛ لأنَّ في ذلك كَذِبًا وغِشًّا وإخبارًا بخلاف الواقع، وفي الحديث: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» (رواه مسلم)، وهو نَصٌّ قاطعٌ صريحٌ في تحريم الغِشِّ بكل صوره وأشكاله.”
