تلقى مقاطع الفيديو التي يمكن أن تطلق عليها شعبية رواجا كبيرا على يوتيوب في مصر مؤخرا، مثل مقاطع الفيديو التي تنشرها سيدات غالبا ويتضمن عنوانها “حماتي”، وفي الوقت الذي يسخر فيه البعض من انتشار فيديوهات “حماتي” على يوتيوب، إلا إنها تحقق ملايين المشاهدات، كما تظهر دائما في قائمة مقاطع الفيديو الأكثر رواجا أو المحتوى الرائج في مصر، ولا يقتصر الأمر على مصر، حيث تحصل مقاطع الفيديو المماثلة أيضا على ملايين المشاهدات في دول أخرى.
وهذه ملاحظاتي عن سبب شعبية فيديوهات “حماتي” على يوتيوب بعد مشاهدة بعضها:
– رغم أن محتوى فيديوهات حماتي تبدو لمعظم مستخدمي الإنترنت على إنها غير مهمة أو لا تهم أحدا، إلا أن أرقام المشاهدات المهولة تقول عكس ذلك، في الفيديو الذي شاهدته، تحكي الزوجة التي تعيش في إحدى قرى الدلتا في مصر عن علاقاتها مع حماتها وأولادها بطريقة طبيعية، لكنها أشبه بالاحترافية، حيث تحكي بسلاسة دون أي ارتباك مع تركيز شديد في رواية الحكاية.
– إنشاء مجتمع: السر في تحقيق فيديوهات حماتي (دعونا نطلق عليها ذلك) في الجمهور الكبير الذي يرغب في سماع حكايات عادية شبيهة بحكاياتهم مع الجيران أو النميمة مع الأقارب، الجمهور الذي تكون أبرز أولوياته العلاقات مع الأقارب وأهل الزوج وتعزيز مهارات الطبخ والتنظيف، وما يضفي على هذه الفيديوهات لمحة إنسانية، هي أن الجمهور يعتبر منتجة المحتوى (السيدة البسيطة غير المتكلفة غالبا) وكأنها من جيرانهم أو أقاربهم، مع الوقت يهتمون بها وبأخبارها ويتعاطفون معها، وهو ما يتضح من التعليقات، حيث يهتم الكثيرون بإبداء نصائح أو لوم في التعليقات، وهو ما يوضح أن منتجي هذه الفيديوهات رغم بساطتهم ينجحون في إنشاء جمهور مرتبط بهم أو مجتمع خاص بالقناة والمحتوى الذي ينتجونه.
– النميمة: وتعتبر النميمة من أسباب انتشار وشعبية فيديوهات حماتي على يوتيوب، حيث تعتبر الحكايات التي تتضمن نميمة وردود أفعال بين مثلا السيدة منتجة الفيديو وحماتها أو أهلها مشوقة للكثير من المستخدمين، كما أنها تثير الفضول.
– الوحدة: تمنح هذه الفيديوهات التي تتناول أمورا شخصية والسيدات التي تنتج هذا المحتوى الكثيرين شعورا بالتغلب على الوحدة، حيث يشعرون وكإنهم يعيشون وسط آخرين ويعرفون أخبارهم ويعلقون عليها ويتفاعلون معها
– نصائح مفيدة للسيدات: تتضمن هذه الفيديوهات التي تحصل على شعبية كبيرة وتحقق زيارات مهولة نصائح هامة وحيل حول تنظيف المنزل والملابس والطبخ وغيره.
– رغم مشاركة تفاصيل شخصية مثل العلاقة مع الزوج أو أهل الزوج، إلا أن هذه السيدات لا تشارك كل حياتها عبر يوتيوب، حيث لا تنتهك خصوصية أولادها مثلا أو زوجها، تتحدث عنهم لكن غالبا لا يظهرون معها في الفيديو، حيث يكون محور الفيديو كلها عنها فقط، كما أن معظم هذه الفيديوهات غير مبتذلة، سيدة عادية ترتدي ملابس تقليدية تصور داخل بيتها غالبا.
– الاستغلال المثالي لأدوات التصوير المتاحة: لا تحتاج معظم السيدات التي تنتج فيديوهات حماتي على يوتيوب إلى أدوات تصوير باهظة التكلفة مثل الكاميرات الاحترافية، حيث يعتمدون غالبا على الهواتف الذكية وعلى تطبيقات المونتاج في إنتاج هذه الفيديوهات، وإذا شاهدت بعضا من هذه الفيديوهات، ستجد أنهم يستغلون هذه الأدوات البسيطة أفضل استغلال.
– عناوين جذابة: اختيار عناوين قد تبدو تافهة للبعض، لكنها ذكية وجاذبة للجمهور.