لن يختلف اثنان على أن المحتوى المرئي (الفيديو) قد أصبح حاليا أهم أنواع المحتوى المنشور على الإطلاق، متفوقاً بذلك على المحتوى المكتوب وحتى المحتوى المصوّر (الصور الثابتة). فتفاعل المستخدمين لشبكة الإنترنت مع الفيديوهات مشاهدةً ومشاركةً ونقاشاً تفوق التوقعات دائماً! لهذا السبب اتّجه أغلب صنّاع المحتوى على الإنترنت لنشر محتواهم عبر صناعة فيديوهات تفاعلية للوصول لأكبر عدد ممكن من المستخدمين وبالتالي وصول الفكرة التي يتم الترويج لها لأكبر عدد ممكن. وبحسب آخر الإحصاءات فإنّه يتم تحميل ما مقداره 500 ساعة تصوير على منصة يوتيوب وذلك في كل دقيقة! وهذا يعكس كم الجهود المبذولة في صناعة الفيديوهات عالمياً.
ومع كل هذه الأهمية لصناعة الفيديوهات، وكل هذه الجهود المبذولة من صناع المحتوى على الإنترنت حول العالم، إلا أنّ المحتوى العربي يكاد يكون معدوماً عند مقارنته بالمحتوى باللغات العالمية الأخرى. فبالرغم من أنّ اللغة العربية هي اللغة الخامسة عالمياً من حيث عدد المتحدثين بها، إلا أنّ المحتوى الخاص باللغة العربية على الإنترنت لا يتجاوز الـ 1% من مجموع المحتوى باللغات الأخرى على أحسن تقدير! ويُعزى هذا الأمر لانتشار الأمية في العالم العربي وضعف خدمات الإنترنت المقدّمة، بالإضافة إلى عدم استغلال طاقات الشباب في صناعة المحتوى المعرفي.
هذه الأرقام والإحصاءات لم تثنِ الشباب العربي من بذل الجهد في رفد شبكة الإنترنت بمحتوى أصلي ومبتكر وإبداعي مكّنهم من الوصول للآلاف بل الملايين من الشباب عبر صناعة فيديوهات احترافية جارت بل وسبقت كثير من الفيديوهات المنتَجة من قِبل أشهر صناع المحتوى العالمي. لهذا، كان لا بدّ من إنشاء جهات ومؤسسات تُعنى بدعم هؤلاء الشباب من خلال توفير كل سبل الدعم والمساندة، لتمكين هؤلاء الشباب من إبراز مواهبهم وابتكاراتهم.
وبرزت باز، منصة التواصل الاجتماعي للعالم العربي، كأحد أبرز الداعمين والمساندين في صناعة الفيديوهات عبر برامجها المختلفة، وأبرزها “برنامج بالعربي”، والذي يحتضن الشباب العربي المهتم بمجالات مختلفة مثل صناعة الأفلام الوثائقية القصيرة، ومجال المقالات الصحفية المصورة، والمحتوى التعليمي المصوّر. وتقوم باز عبر هذا البرنامج بتوفير كل الأدوات والدعم اللازم لإنتاج وتسويق ونشر هذا المحتوى المبدع من الشباب لتمكينهم من إيصال أفكارهم لأكبر عدد ممكن من الناس.
فبعد تقديم الفكرة وإرسال نموذج مبدئي عنها، يقوم فريق من الأخصائيين والفنيين بمراجعة طلبات المتقدمين للحصول على الدعم عبر برنامج “بالعربي” من باز، وذلك في فترة لا تتجاوز الأسبوعين، ليتم قبول الأفكار والنماذج بحال مطابقتها للشروط والتي أهمها أن تكون ذات فائدة يتم تقديمها للمشاهدين، وأن يكون المحتوى مبتكراً وإبداعياً، ويتم تصويره بطريقة مميزة، وتكون المعلومات المطروحة موثوقة وصحيحة.
هذا البرنامج المقدّمة من باز هو فرصة حقيقية وثمينة جداً لكل صاحب فكرة وصاحب مشروع يهدف لإثراء المحتوى العربي على الإنترنت على شكل فيديو، بحيث يتم توفير كل سبل الدعم الذي يحتاجه الشباب، بالإضافة لتوفير مساحة واسعة في حرية التعبير وعدم فرض القيود التي قد يجدها الشباب في بعض منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.
يُذكر أنّ باز هي منصة تواصل اجتماعي حديثة تم إنشاؤها في العام 2017 وهي موجّهة للعالم العربي، وتتميَز بحرية النشر والتعبير والتي تتيحها لمستخدميها، بحيث يتمكن المستخدمون من التعبير عن آرائهم وقضاياهم التي يهتمون لها بكل حرية ودون قيود معقدة، هذا الأمر يساهم في تعزيز التواصل العربي ونشر الآراء حول مختلف الأحداث والقضايا التي تهم العالم العربي بكل موضوعية وحرية.