تشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 22 مليون سيارة في مصر – والعدد يتزايد باطراد – ونحو 20% من تلك السيارات يقودها أكثر من سائق واحد في الشوارع المصرية، ولا يخفى على أحد أن عادم السيارات يُشكل مصدرًا رئيسيًا للتلوث البيئي الذي يعتبر واحدًا من أبرز ثلاث مشكلات تواجه المجتمع والاقتصاد المصري، كما تُعد حوادث السير الناتجة عن الازدحام المروري والحركة المرورية غير المنظمة من أخطر المشكلات ويروح ضحيتها نحو 12000 شخص كل عام.
تشهد المشاركة في ركوب السيارات – أي الاشتراك في ركوب سيارة أو مركبة من نقطة بداية مشتركة أو إلى وجهة مشتركة – توجهًا متزايدًا ومتصاعدًا في شتى أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يصل حجم الاستثمار في صناعة مشاركة ركوب السيارات بحلول عام 2015 إلى ما قدره 40 مليار دولار. ويتمثل النموذج الغربي للمشاركة في ركوب السيارات فيما يلي: في حال وجود مقعد فارغ في سيارة شخصٍ ما ويريد أن يسمح لشخص آخر بأن يركب معه في سيارته، فعليه أن يعلن عن رغبته تلك من خلال النظام محددًا مكان انطلاقه أو تحركه، وعلى الشخص الذي يحتاج إلى الركوب أن يبدي رغبته في ذلك محددًا الوجهة التي يقصدها، ثم يقوم النظام بمطابقة الرغبتين ويخبر الطرفين بذلك متى حدث التوافق، وقد حقق ذلك النموذج نجاحًا هائلاً في العالم الغربي علمًا بأن الثقة ليست ركنًا من أركانه؛ فركوب سيارة أو مشاركة مركبة مع أجانب وأشخاص لا يعرفون بعضهم البعض ظاهرة شائعة ومنتشرة على نطاقٍ واسع.
أما في المجتمعين المصري والعربي فلعامل الثقة أهمية كبرى، فنادرًا ما ترى شخصين أجنيين لا يعرفان بعضهما البعض يركبان معًا سيارة واحدة وبخاصة إن كانا من النساء، حيث إن ثقافة المجتمع لا تقبل بذلك، وذلك ما أكدته المبادرات السابقة للمشاركة في ركوب السيارات التي كانت لا تعدو عن كونها مجرد محاكاةً للنموذج الغربي، ومن ثم فلن يقبل المجتمعان المصري والعربي بنظام المشاركة في ركوب السيارات ما لم يتطرق ذلك النظام إلى مسألة الثقة ويضع الحلول لها، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة KarTag.
KarTag عبارة عن تطبيق برمجي لمشاركة السيارات تم تدشينه ليستخدم مع أجهزة الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد (Android) وقد صُمم خصيصًا لمعالجة مسألة الثقة وإيجاد الحلول لها، مع الإعلاء من شأن الأنماط السلوكية والقيم الثقافية السائدة. إن الشعب المصري بطبعه اجتماعي يُحب التحدُث والدردشة والتفاعل أثناء ركوب السيارات، وباستخدام KarTag يستطيع المستخدم أن يشترك في ركوب السيارة مع أصدقائه أو أصدقاء أصدقائه على الفيسبوك، أي أن الشخص يشترك في ركوب السيارة مع صديق حقيقي أو يرافقه في طريقه صديق حقيقي، كما يتسم المجتمع المصري بتعدد طوائفه وفئاته وهو ما لم يغفله KarTag، حيث يُقدم خدماته للجامعات المختلفة؛ كالجامعة الأمريكية بالقاهرة والجامعة الألمانية بالقاهرة وجامعة هليوبوليس وغيرها من الجامعات، فضلاً عن مدينة العلوم والتكنولوجيا (القرية الذكية) التي تضم بين جنباتها الكثير من الشركات والمراكز التجارية الضخمة وكذلك مراكز التسوق (سيتي استارز)، وحتى لا ينحرف مسار التطبيق عن المفهوم التقليدي للمشاركة في ركوب السيارات فإنه يوفر خدمات الاشتراك في ركوب السيارات من وإلى المناطق السكنية المكتظة والمزدحمة كالمهندسين ووسط المدينة.
إن KarTag خدمة اجتماعية موثوقة للمشاركة في ركوب السيارات، فنحن نؤمن بحق الجميع في وسيلة مواصلات موثوقة وبأسعارٍ في المتناول، كما نؤمن بأنه لا يزال من الممكن أن يكون استخدام السيارات على الطريق زهيد الثمن وصديقًا للبيئة وممتعًا، وبالطبع لسنا بحاجة إلى أن نقول أن KarTag يساعد في خفض مستويات التلوث البيئي والتخفيف من الازدحام المروري وحل مشكلة مواقف السيارات، وكل ذلك في حين يمنح مستخدميه الفرصة لتوطيد العلاقات مع الأصدقاء القدامى واكتساب أصدقاء جُدد.