تهدف شركة سامسونج للإلكترونيات لتطوير كاميرا بدقة 600 ميجابكسل يمكنها التقاط تفاصيل أكثر من العين البشرية، وذلك وفقا لمقال نشره يونجين بارك نائب الرئيس التنفيذي في الشركة الكورية الجنوبية ورئيس فريق تطوير مستشعرات الكاميرا في سامسونج، والذي تحدث فيه عن تصوره بشأن مستقبل مستشعرات الكاميرا.
وقال يونجين بارك أن التقاط الصور ومقاطع الفيديو أصبح جزءا من نمط الحياة اليومية للأشخاص، حيث لم يعد التقاط الصور متعلق فقط بالأحداث الخاصة، لكن المستخدمين يعتمدون على الكاميرا في هواتفهم الذكية لتسجيل ذكرى وجبة شهية أو رقصة جديدة لهم، أو حتى عندما يشعرون أنهم مروا بيوما جيدا، مع الاستعداد الفوري لمشاركة الصور مع الأصدقاء، وهي التجارب التي أصبحت سلسة بفضل التقدم المحلوظ في التصوير الفوتوغرافي من خلال الهواتف الذكية، بالإضافة إلى الثورة في مستشعرات الصور القادرة على تحويل الضوء الذي تمتصه الكاميرا إلى بيانات رقمية.
وأوضح يونجين بارك أنه لتحقيق إدراك بصري مطابق للعين البشرية، فإن ذلك يحتاج إلى كاميرا بدقة حوالي 500 ميجابكسل، وذلك مقارنة بمعظم كاميرات DSLR التي تتوفر بدقة 40 ميجابكسل ومقارنة مع 12 ميجابكسل في معظم الهواتف الذكية، وهو ما يعني أن الشركات المُصنعة لمستشعرات الكاميرا لا يزال أمامها طريق طويل لمطابقة الإدراك البصري البشري، وأضاف أنه فيما يبدو مجرد وضع أكبر عدد ممكن من وحدات البكسل في مستشعر الكاميرا هو الحل السهل، لكن هذا سيؤدي إلى مستشعر صور ضخم يحتاج إلى حجم كبير، وهو ما يتنافى مع التصور الحالي للهواتف الذكية التي تتميز بتصاميم نحيفة تشغل الشاشة فيها معظم جسم الهاتف، لكن على الجانب الآخر فإن وحدات البكسل بحجم أصغر يؤدي إلى صورا ضبابية أو باهتة، نظرا إلى أن الضوء يصل إلى كل بكسل من البكسلات بالتساوي، وهو ما خلق مأزقا يحتاج إلى براعة تكنولوجية كبيرة لتخطيه.
أطلقت سامسونج مؤخرا كاميرا بدقة 108 ميجابكسل
وكانت شركة سامسونج قد أطلقت في مايو الماضي 2019 عن أول مستشعر كاميرا للهواتف الذكية بدقة 64 ميجابكسل، وبعدها بستة أشهر فقط أعلنت عن مستشعر آخر بدقة 108ميجابكسل، وهو المستشعر الذي اعتمدت عليه في جالاكسي اس 20 الترا، والتي قالت أنها اعتمدت فيه على تقنية جديدة باسم Nonacell التي تزيد من امتصاص وحدات البكسل للضوء مقارنة مع التقنيات السابقة، كما تسمح بجمع تسع بكسلات معا في بكسل واحد، كما قالت سامسونج أنها كانت أول من طور مستشعر للكاميرا بحجم بكسل 0.7 ميكرومتر فقط.
وتلتقط معظم الكاميرات المتوفرة الآن صورا مرئية فقط للعين البشرية بأطوال موجية تتراوح بين 450 و750 نانومتر، حيث من الصعب تطوير مستشعرات كاميرا قادرة على اكتشاف أطوال موجية للضوء خارج هذا النطاق، لكن تطوير مثل هذه الكاميرات من شأنه أن يفيد في مجموعة واسعة من المجالات، حيث يمكن الاعتماد على مستشعرات الصور القادرة على استشعار الضوء فوق البنفسجي لتشخيص سرطان الجلد من خلال التقاط صور لعرض الخلايا السليمة والخلايا السرطانية بألوان مختلفة، كما يمكن استخدام مستشعرات الصور القادرة على استشعار الأشعة تحت الحمراء في مراقبة كفاءة الزراعة والصناعات، كما قال رئيس قسم تطوير مستشعرات الكاميرا أنه ربما تنجح الشركة مستقبلا من تطوير كاميرات تتيح رؤية الميكروبات غير المرئية بالعين المجردة.
وأشار يونجين بارك في مقاله إلى خطط سامسونج لتطوير مستشعرات صورة يمكن الاعتماد عليها في مجالات أخرى بعيدا عن الهواتف الذكية، مثل السيارات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار وإنترنت الأشياء وغيرها، وأضاف أن سامسونج عازمة على الاستمرار في الابتكار حتى تقديم كاميرا بدقة 600 ميجابكسل يمكنها التقاط تفاصيل أكثر من العين البشرية نفسها.