إعتدنا دائما على سيطرة الرجال على عالم التقنية والأعمال، من منطلق إنهم يتحملون الضغوط العصبية ودائما السيطرة لعقولهم فضلا عن عواطفهم بعكس النساء، كاتبة هذه السطور لا تؤمن بهذه النظرية على الإطلاق، لذلك نقدم لكم اليوم نموذجا للمرأة الذكية المسيطرة التي أستطاعت الحصول على وظائف الأحلام في أكثر من شركة من أكبر شركات العالم.
شيريل ساندبرج التي ولدت في العام 1969 وكانت دائما من الأوائل في صفوفها الدراسية لتتوج هذا بالإلتحاق بجامعة هارفارد في عام 1991 للتتخرج بشهادة في علم الإقتصاد، وبعدها بأربعة أعوام تحصل على الماجيستير في إدارة الأعمال من نفس الجامعة.
أشعر بالإمتنان حقاً لكل من ساعدني وشجعني على تطوير نفسي.. لا أحد يمكنه النجاح بالإعتماد على نفسه فقط. _ شيريل ساندبرج
عملت شيريل ساندبرج كمستشارة لشركة McKinsey لمدة عام، ولمدة 5 أعوام بعد ذلك فى الأمم المتحدة لتنضم بعدها لشركة جوجل في العام 2001 لتشغل منصب نائب الرئيس لقسم المبيعات والعمليات العالمية عبر الإنترنت، وبعد عدة لقاءات مع مارك زوكربرج في مناسبات مختلفة تم الإعلان عن توظيف شيريل في فيس بوك كمسؤلة لإدارة العمليات في عام 2008، كان إنضمام شيريل صاحب تأثير ربحي كبير للموقع، فقد كان إهتمام مارك الأول بإن يصنع موقعا جيدا للمستخدمين ويفضل الإبتعاد عن سياسة الإعلانات، ولكن بفضل قيادة شيريل الحكيمة تم إتباع سياسة إعلانات جيدة تدر ربحا رائعا للموقع.
شيريل ساندبرج مدير العمليات في فيسبوك تلخص نجاح الشركة في جملة واحدة
وبعد تحقيق نجاحات متميزة في عملها لصالح الموقع أستحقت شيريل ساندبرج الحصول على العضوية الثامنة في مجلس إدارة فيس بوك لتصبح بهذا أيضا أول امرأة في مجلس إدارة الشركة، ولم تقتصر نجاحات شيريل في العمل لصالح فيس بوك وجوجل فقط، ففي أثناء ذلك تم تعيينها أيضا كعضوة في مجلس إدارة شركة والت ديزني وكانت سابقا عضوة في مجلس إدارة شركة ستاربكس بالإضافة لعدة عضويات لشركات ومؤسسات أخرى أثبتت فيها نجاحها.
ولم تنس شيريل تشجيع غيرها من النساء ليحذوا حذوها فقدت في حديثها في إحدة مؤتمرات TEDx نصائح للسيدات الطامحات للقيادة، شيريل أستحقت بعد كل هذا النجاح التواجد في قائمة مجلة فورتشن لأثر 50 إمرأة تأثيرا في عالم العالم في عام 2008.
شيريل ساندبرج تتبرع بعدد كبير من أسهمها في فيسبوك إلي إحدي المنظمات غير الربحية
وفي نهاية هذا المقال والتاريخ المبهر لشخصية هذا الأسبوع من فقرة بروفايل الغير مفاجيء لي بقدر ماهو مُلهم، أما للقارىء الذي لازال يحكم على النساء بضعف قدرتهم على السيطرة على عواطفهم في الأعمال والنجاح في الحياة المهنية والحصول على أكبر وأهم الوظائف فعليه أن يُدرك جيدا أن ما فعلته شيريل ليس جديدا على النساء، هي فقط أظهرت قوتها للخارج، عليك أن تتأمل جيدا في دور ربة المنزل التي تحتل منصب رئيس مجلس إدارة كل منزل بمنتهى النجاح يوميا وبدون مقابل مادي منتظر لإن عاطفتها تجاه موظفين هذه الشركة الصغيرة تغلب كل هذه الحسابات العقلية.