الرئيسية > شركات > رحلة العودة: نوكيا وبلاكبيري

رحلة العودة: نوكيا وبلاكبيري

Nokia BB

لا لن نتحدث اليوم عن الصراع المحتدم بين العملاقين: سامسونج و آبل، بل نتحدث عن رحلة العودة للعملاقين نوكيا و بلاكبيري.

تظهر مؤشرات البورصة في نيويورك، صعوداً قوياً لكلا الشركتين خلال العام المنصرم، و هو ما يعكس شعور متزايد بالثقة حول ما يطبخ في معامل البحث لدى الشركتين، نعرض فيما يلي خطوط صعود الشركتين و خارطة الطريق للمنافسة على قمة شركات الهواتف النقالة في العالم.

نوكيا

نوكيا

 

 

مؤشرات صعود نوكيا

عودة نوكيا من جديد مرتبطة بالأصل بالرئيس التنفيذي للشركة “ستيفين إيلوب”، المدير الكندي الأصل صاحب السيرة الذاتية الرائعة التي مرت بشركات عملاقة مثل لوتس، ماكروميديا، أدوبي جونيبر و أخيراً مايكروسوفت قبل الإنتقال الى إدارة العملاق الفنلندي في سبتمبر 2011.

فكرة إيلوب كانت بسيطة: إختيار نظام تشغيل جديد بديلاً لنظام سيمبيان، الذي وصفه إيلوب بالنظام المحترق أو الميت إكلينيكياً و الغير قادر على منافسة الأنظمة الأخرى المتوفرة وقتها، ولم يكن إختيار أندرويد مفضلاً لتوغل شركات عملاقة بالفعل مثل سامسونج و إتش تي سي في هذا النظام، بالإضافة إلى حصرية نظام iOS على أجهزة آبل وكانت النتيجة هو التوجه إلى شراكة إستراتيجية مع مايكروسوفت وهي الشراكة التي أدهشت عالم التقنية.

ستيفين اإلوب لم يكتفي فقط بقتل أي مشاريع مستقبلية لتطوير سيمبيان أو ستيفين إيلوب، المدير التنفيذي لنوكياالنسخة اللاحقة المعروفة ب “ميجو”، بل أيضا بتحويل كل مشاريع تطوير هواتف “آشا” و التي تستهدف سوق المستخدمين أصحاب الميزانيات الأقل إلى شركات تعهد خارجية مثل أكسينتورا.

هذا بالإضافة إلى إجراءات تقشفية حادة أخرى مثل تسريح العديد من العمال في فنلندا و إغلاق بعد خطوط الإنتاج و بيع المبنى الرئيسي للشركة، بالإضافة إلى التركيز على إنتاج هواتف عالية الجودة و خدمات ترفيهية مثل خدمات الموسيقى و الخرائط المتمحورة حول ويندوز فون من مايكروسوفت بدأ تؤتي أُكلها في نتائج الربع الأخير و التي تعود بنوكيا من جديد الى دائرة الأرباح بفضل مبيعات عالية من هواتف آشا و مبيعات إسثنائية لهواتف لوميا الذكية.

 

بلاكبيري

بلاكبيري

خلال الصيف الماضي، تم عرض العديد من التسريبات عن نظام التشغيل الجديد بلاكبيري 10 من شركة RIM (التي أصبح أسمها التجاري الآن بلاكبيري)،هذه التسريبات أنعشت آمال المستخدمين و المستثمرين في بلاكبيري الى حد كبير لعودة عملاقة قريباً.

بدأت مشاكل بلاكبيري في الأساس عندما استطاعت آبل إقناع المستهلكين المهتمين  بتطبيقات الأعمال و البريد الاليكتروني أن آيفون يستطيع القيام بنفس المهام المكتبية رسم توضيحي لصعود أسهم بلاكبيري في الشهور الثلاثة الأخيرةالتقليدية بالإضافة الى الواجهة الجميلة لنظام التشغيل الرائع iOS و تطبيقاتها الأخرى المتعددة.

محاولات بائسة متمثلة في أجهزة لمسية مثل “Torch 9800” تعمل على نسخة محسنة من بلاكبيري 7 لم تفلح في تعويض الفارق بين بلاكبيري و آيفون.

البداية في العودة رغم فداحة ثمنها تمثلت في تركيز المصنع الكندي على تطوير نسخة جديدة من نظام التشغيل قادرة على المنافسة مع أنظمة التشغيل الأكثر حداثة و هذا ما رأيناه جميعا من تسريبات في صيف 2012 عن النسخة الجديدة كلياً من نظام التشغيل –بلاكبيري10– و التي لاقت استحسان معظم المهتمين بمجال الIواتف الذكية.

لكن في البدء: لماذا كانت رحلة الهبوط للشركتين العملاقتين رغم مكانتها شبه الراسخة في سوق الهواتف؟ الإجابة واحدة وواضحة و مشتركة أيضاً بين الشركتين: آليات التطور و ملاحقة إحتياجات السوق المتغيرة والمتطلبات المعقدة للزبون في كلا الشركتين لم تكن واضحة و فعالة بالشكل الكافي.

أخيراً: عودة الشركتين إلى طريق النجاح في المبيعات على أمل العودة إلى سابق عهدهما لا يحمل فقط أخبار سارة لعشاق الشركتين، بل أيضاً لسوق الهواتف على صعيد الأجهزة و البرمجيات من خلال تقديم تقنيات جديدة تساعد على تطور حياة الاتصالات الذكية بشكل أفضل وهو ما يصب في النهاية في مصلحة المستخدم.

المزيد عن: