على عكس المتوقّع، فإن العمل من المنزل قد يصبح أكثر إثارةً للتشتُّت من العمل النظامي أو المداومة في مساحة عمل مشتركة إذا لم يكن هناك نظام مُحكم لإدارة المشروع، فالراحة ليست بالضرورة عاملًا مساعدًا على طول الخط.
لا يفهم كثير من الناس كمّ المجهود الذهني المطلوب لكي يتمكّن المستقل أو رائد الأعمال من الحفاظ على سير العمل، والإبقاء على بيئة مُنتجة في مكان مريح مثل المنزل حيث أصغر الأحداث يمكنها تشتيت انتباهك وإضعاف تركيزك.
فالانتقال من بيئة عمل متكاملة بمساعدين ورفقاء عمل إلى غرفة المعيشة في المنزل ليس تحديًا سهلًا، لكن بالتأكيد إذا استطعت التركيز والنجاح في إدارة مشروعك، سيصبح حينها الأمر أسهل وستزداد الأرباح بشكل أكبر.
لذا في حال كان لديك فكرةٍ ما تثير شغفك، وقررت إدارتها من منزلك واقتطاع الوقت والجُهد لتنفيذها، إليك دليلك الإرشادي الشامل في ست خطوات للقيام بعملك من المنزل على الوجه الأنسب.
1 – احتفظ بملفاتك رقميا
لأنك -في هذه المرحلة- تدير كل شيء بنفسك، فينبغي أن تحاول جعل الأمور أيسر وأقل تعقيدًا كلما أتيحت الفرصة لذلك، خصوصًا فيما يتعلق بالأعمال الورقية والإدارية، هناك العديد من الأدوات التي تساعدك في إنشاء الملفات الإدارية والاحتفاظ بها رقميًا عبر حسابك الخاص مثل ملفات الفواتير.
يمكنك استخدام أداة Due المجانية، حيث تُقدّم خدمات حساب الفواتير، وتتبُّع الوقت، والاحتفاظ ببيانات التواصل مع العملاء، بجانب الكثير من الاختيارات الأخرى التي ستكون متاحة لك وحدك.
وبدلًا من أن تمتليء غرفة معيشتك بأوراق العملاء وبياناتهم والفواتير، ومنعًا لأي حوادث غير مرغوب فيها من تلف أو فقدان بعضها، بإمكانك حفظ كل هذه الملفات رقميًا على مواقع مثل جوجل درايف أو دروب بوكس، المهم هو إنشاء الملفات والاحتفاظ بها أول بأول حتى لا تتراكم جميعها فوق رأسك وتفقد زمام التحكم في عملية إدارة الملفات ومتابعتها.
2 – التزم بخطتك في أثناء العمل من المنزل
في مجال الأعمال، إذا لم تكن تعلم أين تذهب، فكل الطرق ستؤدي إلى الفشل.
بشكل أساسي، أول ما عليك فعله هو وضع خطة محكمة لمشروعك على أن تشمل الخطة التسويقية، والحسابات، وخطط الأرباح والتمويل وإدارة العاملين، ويُفضل أن تُقسّم تلك الخطة على فترات ربع أو نصف سنوية، التخطيط الدقيق سيجعلك متأهبًا لأي خطرٍ يحيط بالمشروع، بالإضافة إلى قدرتك على مواجهة أي تحدي والخلاص منه.
الخطوة الثانية هي أن تعامل العمل من المنزل كما لو كان في مكتب مستقل ولديك موظّفون.
ضع لنفسك قواعد واضحة ولا تتنازل عنها، والقاعدة الأهم هنا هي وقت العمل للعمل. مما يعني أنه لا مكان للمشتّتات كالهواتف واستقبال الرفاق أو مشاهدة التلفاز.
كلما ازداد التزامك وتركيزك في ساعات العمل من المنزل بالخطة الموضوعة مسبقًا، كلما زادت فرص نجاح مشروعك وتحقيق الهدف من ورائه.
3 – استعن بالمستقلين
حسنًا، «لا يمكنك أن تبرع بكل شيء».
ولأن الأعمال والمهام كثيرة، ولأنك ترجو طبعًا أن يتم كل شيء على وجه صحيح ومتقن، فإنه من الأفضل لك أن تركّز جهدك وتفكيرك على ما تستطيع القيام به فقط، وتفويض مَن ينوب عنك في باقي المهام.
لحُسن الحظ، فإن العمل الحر هو الحل الأمثل لهذه المشكلة، فهناك مجتمع واسع من المستقلين الذين يرغبون في المساهمة في نجاح مشروعك، حيث سيعود النجاح عليهم بمزيد من الأعمال مما يعني مزيد من الدخل.
أحد مميزات العمل الحر أيضًا أنه سيوفر عليك أموال لست في حاجة إلى إنفاقها، فلا فائدة من توظيف مطور برمجيات بدوامٍ كامل إذا كنت تحتاج منه فقط إلى تطوير موقعك الخاص، في هذه الحالة عليك فقط توظيفه كشخصٍ مستقل للقيام بمهمة محددة في مقابل مبلغ مادي محدد.
هناك العديد من المنصات التي تساعدك في توظيف المستقلين مثل منصة مستقل التي تُعد أكبر منصة للعمل الحر في الوطن العربي، أو منصة خمسات أكبر سوق للخدمات المصغرة في حال كنت تحتاج شراء بعض الخدمات البسيطة.
تذّكر أنك لن تستطيع القيام بكل شيء بمفردك، لذا قم بتحديد المهام التي يحتاجها مشروعك، والتي لا تستطيع القيام بها، ثم ابدأ في الاستفادة من مميزات العمل الحر من خلال توظيف المستقلين أصحاب الخبرات حتى يصبح مشروعك ناجحًا.
4 – وازن جوانب حياتك
أكبر تحدٍ قد يواجهك في أثناء العمل من المنزل هو فقدان السيطرة على حياتك بشكل ملحوظ، بالطبع أنت في الأيام الحرجة الأولى وتحتاج إلى التركيز المكثف، وسيتعين عليك إخبار المقربين بما تحتاجه منهم من إبقاء المنزل أو مكان العمل هادئًا بعيدًا عن المشتتات.
في الوقت ذاته، لا تدع العمل يستنزف حياتك الشخصية، عليك فقط تقسيم وقتك بين حياتك الشخصية وبين العمل بشكلٍ يجعلك تمارس حياة طبيعية متزنة دون أن تكون مقصرًا في عملك.
اقتطع وقتًا يوميًا لمجالسة الأسرة والرياضة ومطالعة الصحف وما يجري في الواقع من حولك عمومًا، كذلك امنح نفسك عطلةً أسبوعية وموسمية كأي عمل نظامي آخر، هذا سيجعلك قادرًا على الاستمرار في العمل من المنزل بشكلٍ أطول وصحيّ.
5 – استثمر في شبكة علاقاتك
بالرغم من كونك معرّضًا لتحدّي نقص التواصل الاجتماعي على الناحية الشخصية عند إدارة العمل من المنزل، إلا أنه يجب عليك كسر هذه الدائرة المغلقة من خلال البحث عن رواد الأعمال في مجالك والبدء في بناء شبكة علاقات قوية، يمكنك الاستثمار في شبكة علاقاتك من خلال حضور الفعاليات المتخصصة، ومتابعة أخبار المجال الذي تعمل به أول بأول، أو حتى البحث بشكلٍ مباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي الاحترافية مثل منصة لينكدن.
النقاش مع من يعملون في نفس مجالك، سيُخرجك من حالة السبات الذهني جرّاء المكوث أمام الحاسوب طوال اليوم، كما سيفتح لك أبوابًا لا حصر لها من الفرص والمعارف والأفكار الجديدة، والأهم أنك ستتمكّن من نشر فكرتك بشكل أوسع.
6 – حلّل النتائج دوريًا
ما هي المعايير التي تجعلك تُحدد إذا كان عملك من المنزل ناجحًا أم لا؟ ومتى يمكنك تحديد هذا الأمر؟
الإجابة تكمن في التخطيط والتحليل كما ذكرنا من قبل، يجب عليك بناء خطة محكمة تشمل الأهداف ومؤشرات النجاح، وعند البدء في العمل يأتي دور عملية التحليل لمعرفة أي الأهداف التي تم تحقيقها وأيها ما زال يُجرى العمل عليه.
تحدياتك الحالية والتحديات المتوقعة، والأهم مقارنة النتائج التي تم التوصل إليها بما تم التخطيط له مسبقًا.يمكن أن تكون عملية التقييم وتحليل الأداء أسبوعية أو شهرية أو ربع سنوية. المهم أن تعرف ماذا أنجزت وكيف أنجزته وأين تقف الآن. يجب أن تعرف ما هي
معرفتك بكل هذه التفاصيل، يساعدك في تحديد جودة أدائك، بالإضافة إلى اكتشاف الأمور التي يمكنك إضافتها أو إزالتها من المشروع لقيادته بشكلٍ أفضل.
بالتأكيد إدارة العمل من المنزل أمرٌ صعب على الأخص عند بدء العمل، لكنه سيصبح أكثر إمتاعًا وتأثيرًا وتحقيقًا للنتائج عند اهتمامك بهذه النصائح التي ذكرناها ومحاولة تطبيقها. فقط تذكر أن النجاح يتطلب الإستمرار، لذا إذا تعثرت في أي وقتٍ أو أصابك اليأس، حاول فقط الاستمرار وستصل إلى كل ما تحلم به.
لا يفوتك أيضا:
أفضل مواقع العمل عن بعد من المنزل العربية
