حققت كاتي بومان Katie Bouman البالغة من العمر 29 عاما شعبية كبيرة حول العالم خلال الأيام القليلة الماضية، وهي باحثة في مجال علوم الحاسب ساهمت في الإنجاز العلمي الكبير بالكشف عن أول صورة ثقب أسود في تاريخ البشرية، وذلك من خلال مشروع “تلسكوب أفق الحدث”.
قادت كاتي بومان فريق من المبرمجين لتطوير خوارزمية أو برنامج للكمبيوتر قادر على تحويل البيانات إلى أول صورة ثقب أسود، حيث حصل علماء الفلك في مشروع “تلسكوب أفق الحدث” على كمية هائلة من البيانات، وذلك من خلال توجيه شبكة من ثمان تلسكوبات عملاقة إلى مجرة تسمى M87 على بعد 500 مليون تريليون كيلومتر لمدة 10 أيام.
وكان من الصعب نقل الكمية الهائلة من البيانات التي تقدر بعدة بيتابايت عبر الإنترنت، وهو ما دفع فريق العمل إلى حفظ البيانات في أقراص تخزين ونقلها لمراكز في كل من بون الألمانية وبوسطن الألمانية لمعالجة البيانات.
وبدأت كاتي بومان Katie Bouman أو الدكتورة بومان في تطوير الخوارزمية الخاصة بتحويل هذه البيانات الهائلة إلى صورة قبل ثلاثة سنوات، وذلك في أثناء دراستها الدكتوراة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، حيث قادت فريق عمل من مختبر علوم الحاسوب والذكاء الصناعي في معهد MIT بالتعاون مع مركز هارفارد سيمشونيان للفيزياء الفلكية ومرصد هايستاك MIT.
وقالت كاتي بومان لراديو بي بي سي 5 أنها وفريق العمل لم يصدقوا أنفسهم عند رؤية أول صورة لثقب أسود بعد سنوات من التطوير، وأضافت أن الأمر كان رائعا للغاية، كما أكدت أن الحظ حالف فريق العمل بالنسبة للطقس والعديد من الأمور الأخرى.
ورغم الإشادة الكبير ة التي حصلت عليها كاتي بومان Katie Bouman عبر الإنترنت ومن معهد MIT للتكنولوجيا، إلا أن الدكتورة كاتي بومان التي تعمل الآن أستاذ مساعد في علوم الحوسبة والرياضيات في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أصرت على أن الفريق الذي ساعدها يستحق نفس الإشادة، حيث قالت في لقاء مع CNN: “لا أحد منا يستطيع القيام بذلك بمفرده، لقد تضافرت جهود الكثيرين من خلفيات مختلفة”.
والثقوب السوداء هي مناطق من الفضاء لديها جاذبية هائلة معبأة بكمية ضخمة من المادة في منطقة صغيرة، وهو ما يجعل من المستحيل لأي شيء الهروب أو النفاذ منها بما في ذلك الضوء، وتسمى المنطقة وراء الثقب الأسود باسم “أفق الحدث”، وهي نقطة اللا عودة التي يتعذر بعدها الهروب من جاذبية الثقب الأسود.
